نص الاستشارة:
فضيلة الشيخ... أنا فتة أبلغ من العمر أربعين عاما.. زوجي رجل فاضل يحفظ القرآن ويخاف الله، عيبه الذي أعياني ولم أجد له علاجا هو إطلاقه لبصره... فكلما ذهبنا إلى السوق لاحظت أنه يمعن النظر في الذاهبة والآتية... حتى إن بعض المارة يستاء من سلوكه الفاضح... عذره دائما أن العبرة بالقلب وما تنطوي عليه النفس... فقلبه نظيف ولا يحب الحرام... هكذا يدعي... كيف أتصرف لم أعد أحتمل؟
الرد:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فإن الغيرة أمر طبيعي جبلت عليه كثير من المخلوقات فضلا عن الإنسان الذي يمتاز بقدر غير عادي من حب التفرد بمن تربطه بهم علاقة معينة، كعلاقة الزوجية التي هي أوثق العرى الإنسانية، ولا تلام المرأة إن أبدت نوعا من عدم الرضا عن مثل هذا السلوك، ولولى التأكيدات التي صحبت استشارتك لتوهمنا أنك تبالغين في الأمر إذ يصعب تصور مثل هذا السلوك ممن يتصف بتلك الصفات الرائعة.
ونحن نقترح عليك بعض المقترحات لعل الله ينفعك بها:
عليك بالدعاء له بالصلاح والهداية فإن القلوب بيد الله يقلبها كيف شاء.
كونك معه لهذه الفترة الطويلة يجعلك قادرة على معرفة طرق التعامل معه ففكري في الأمر وناقشيه بروية وبعد عن التشنج والانتصار للذات، وإنما عامليه من باب النصح له والخوف عليه من غضب الله سبحانه وتعالى، فإن المعاصي تزيل النعم.
ذكريه بما في صدره من نور القرآن وأنه تنبغي المحافظة عليه بالبعد عن ظلمات المعاصي، فإن المعاصي تزيل النعم.
يوجد الكثير من الأشرطة والكتيبات التي تذكر بالله وشديد عقابه لمن جاهر بالمعاصي وأطلق نظراته التي لن يستفيد منها إلا الهم والحزن وضيق الصدر والبعد عن خيري الدنيا والآخرة.
والقرآن مليء بالآيات الدالة على وجوب البعد عن الزنا ومسبباته ولا شك أن من أعظمها النظر، فهو من أهم المنافذ التي تؤثر على القلب بشكل مباشر {قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم}.
عليك أن تهتمي بنفسك ومظهرك حتى تكوني أنت محط نظره، فكثير من النساء- هداهن الله- بعد أن تمكث الواحدة منهن مع زوجها لفترة من الزمن، تبدأ الحياة بمسئولياتها تسيطر على وقتها فتهمل نفسها، مما يدفع بعض الرجال للبحث عن أمور أخرى بطريقة خجولة لا تحمله على المطالبة بحقه في التعدد، ولا هو يكبت جماح نفسه ويكفها على وجه يرض الله ورسوله.
دعواه صلاح قلبه وأن العبرة بالقلب، كلمة حق أريد بها باطل، فلو صلح القلب لصلح باقي الأعضاء وهذا هو الذي تؤيده النصوص الشرعية، ثم إن هذه النظرات العابرة ما تزال بالعبد حتى تورده المهالك... فالعاقل من وعظ نفسه وعمل لما بعد الموت.
وفي الختام نسأل الله لنا ولكم صلاح القول والعمل إنه جواد كريم... والله المصلح.
المصدر: موقع رسالة المرأة.